محمدجواد پورعابد؛ احمد عادل ساکی
چکیده
لاتختصّ السخریّة بالشعر وحده بل انتشر توظیفها فی کافّة الأنساق الأدبیّة، لاسیّما القصة والروایة، حیث نجد فی الأقطار العربیة قصصیین وروائیین قد تفنّنوا فی هذا الأسلوب وأبدعوا فیه، فعالجوا معاناة شعبهم وصوّروها تصویراً فتوغرافیّاً. یُعدّ محمود شقیر من أبرز الکتّاب والقاصّین الفلسطینیین المعاصرین الذین کتبوا القصة السّاخرة، إذ ...
بیشتر
لاتختصّ السخریّة بالشعر وحده بل انتشر توظیفها فی کافّة الأنساق الأدبیّة، لاسیّما القصة والروایة، حیث نجد فی الأقطار العربیة قصصیین وروائیین قد تفنّنوا فی هذا الأسلوب وأبدعوا فیه، فعالجوا معاناة شعبهم وصوّروها تصویراً فتوغرافیّاً. یُعدّ محمود شقیر من أبرز الکتّاب والقاصّین الفلسطینیین المعاصرین الذین کتبوا القصة السّاخرة، إذ استخدم فی أعماله القصصیّة الأسلوب السّاخر، مسلّطاً الأضواء على المعطیات السیاسیّة والاجتماعیّة فی فلسطین. لقد وظّف شقیر فی مجموعة "صورة شاکیرا" القصصیّة أسلوباً شعریاً سهلاً ممتنعاً بالإضافة إلى السّرد التصویری، والحبکة المتقنة المفتوحة، واستدعاء الشّخصیّات العالمیّة المعروفة منها الأمریکیّة ما أدّى إلى اتّسامها بوسمة الإبداع الفنّی، حیث نجح فی ترسیخ مضامین تلک القصص السّاخرة فی ذهن المتلقّی.تظهر ضرورة البحث فی نمو التوجّه إلى القضیّة الفلسطینیة، حیث ساهمت فی إنتاج نسبة کبیرة من أدب المقاومة بأنساقه المختلفة منها الخطاب الساخر، لهذا توجّه الباحثان إلى دراسة قصصه وذلک لأنّها انطوت على رؤى وآراء وأسالیب جدیدة ومتنوّعة تجدر بالدراسة و التحلیل وعلیه درس الباحثان مجموعة "صورة شاکیرا" القصصیة دراسة أسلوبیّة بالمنهج الوصفی- التحلیلی بغیة الکشف عن مستویات الأسلوب الساخر وقیمته الفنّیة فی تلک المجموعة الأدبیة وفهم الأسالیب المستخدمة فی بنیتها القصصیّة. أما أهمّ ما تناوله البحث فهو رصد السخریّة لغة واصطلاحاً ثمّ البحث عن وجوه مختلفة لأسالیب السخریّة فی عناصرها السّردیة. تشیر نتائج البحث إلى أنّ الکاتب استخدم أسالیب سخریّة متنوعّة قلَّ من تطرّق إلیها من قبل مثل توظیف اللّهجة العامیّة، التلاعب بالحروف، والتّضخیم أو الصّورة الکاریکاتیریّة، والمفارقة الدرامیّة. کما أنَّ الکاتب اعتمد علی المفارقة الصّارخة، التی یتکوّن قوامها من الواقع المؤلم وتهدف إلی الفضح والتعریّة وتسعی إلی تقویم الخلل. وجّه محمود شقیر حربته السّاخرة نحو المسؤولین باعتبارهم سبب تخلفه کما وجّهها نحو الاحتلال البغیض والتقالید البالیة ذلک أنّ الأخیرین وجهان لعملة واحدة.
محمد جواد پورعابد
چکیده
لماّ تجرّع السّیّاب الکآبة، والفقر والحرمان، وعاش فی بلد جرّب الویلات والمحن، توسّع فی استخدام بعض الدّوال، وجعلها مصدراً للإلهام والإیحاء ومستودَعاً لانتقال تجاربه ورؤیته؛ حیث یمکن القول أنّه وجد فیها ما یمکّنه التّعبیر عن لواعجه. فلفظ "الباب" یعدّ من جملة تلک الدّوال. إنّه استخدمه أکثر من مأة وخمسین مرّة وهذا دلیل على التّطور ...
بیشتر
لماّ تجرّع السّیّاب الکآبة، والفقر والحرمان، وعاش فی بلد جرّب الویلات والمحن، توسّع فی استخدام بعض الدّوال، وجعلها مصدراً للإلهام والإیحاء ومستودَعاً لانتقال تجاربه ورؤیته؛ حیث یمکن القول أنّه وجد فیها ما یمکّنه التّعبیر عن لواعجه. فلفظ "الباب" یعدّ من جملة تلک الدّوال. إنّه استخدمه أکثر من مأة وخمسین مرّة وهذا دلیل على التّطور الدّلالی لهذا اللفظ ومرونته ومن ثمّ انصیاعه لهذا التّطور؛ إذ قام بإیلاجه فی بنیة لغویّة تحتضن الرّمز وتنمّیه. فکان وجوده جلیّاً فی شعره، حیث یمکن أن نعدّه من ثیمات شعره، وکان مصدر اهتمامه فرکّز علیه فی أشعاره وشحنه بأبعاد ودلالات مختلفة، لیصبح ذات دلالات فکریّة. فحمل هذا الدّالّ وجوهاً من انطباعات الشّاعر وذلک باعتماد على المذخور الشّعبیّ. أمّا التحوّل الدلالیّ الذی أصاب دالّ "الباب" هو: الخوف والأمان، المحدودیّة والحریّة، والیأس والأمل، والعمار والخراب، والاتصال والانطوائیّة وما إلى ذلک.
تهدف هذه الدّراسة مناقشة التّطور الدّلالیّ لکلمة "الباب" والبحث عن أسباب حضورها الموسّع فی شعر الشّاعر، إذ إنّها لیست مفردة فحسب؛ بل لها تداعیات یمکن رصدها فی المفاهیم المذکورة أعلاه. هذا وأنّ رؤیة السّیّاب إلى تداول الکلمة فی شعره شکّلت ثنائیّات ضدّیة، یمکن اسقرارها على قسمین: قسم خاصّ بالرّؤیة الإیجابیّة والقسم الآخر بالرّؤیة السّلبیّة. أمّا المنهج الذی اعتمدت علیه الدّراسة منهج وصفیّ تحلیلیّ، حاول فیه التقاط التّطور الدّلالیّ لهذه الکلمة فی نصوص الشّاعر، وذلک عبر اختیار مقاطع شعریّة حضرت فیها الکلمة، إضافة إلى تحلیل البنیة اللّغویّة وبعض الظّواهر الأسلوبیّة المسخدمة فی هذه المقاطع والتی ساعدت على تنمیة هذا التّطوّر الدّلالی.